قال المولى تعالى في كتابة العزيز: "فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ" (المؤمنون 27).



إنها صور ( غير مؤكدة ) لسفينة سيدنا نوح عليه السلام الذي قسمها إلى طوابق وأمره المولى عز وجل فيها بأن يجمع من كل زوجين اثنين ويمضي فيها في البحر قبل أن يُغرق دولة الكافرين المتكبرين بالطوفان، والتي كان منها ابنه "يام أو كنعان" الذي تكبر وعصى، وقال لأبيه: "سآو إلى جبل يعصمني من الماء"، ليرد عليه سيدنا النوح أنه لا عاصم اليوم إلا الله، ليأخذ الطوفان في طريقه الإبن العاصي.



ووفقاً للموسوعات الدينية الحرة فإن سيدنا نوح عليه السلام نوحا لبث في قومه يدعوهم إلى عبادة الله ألف سنة إلا خمسين عاماً (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ. فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ).. "العنكبوت".



وبلغت السفينة حولي ثمانين ذراعاً، وفي روايات أخرى قيل أنها ألفي ذراع، وصنعت من خشب الساج والصنور، وتم طلاء باطنها وظاهرها بمادة القار، وقسمت السفينة الضخمة إلى ثلاثة طوابق جاء في الأولى منها "الحيوانات والوحوش"، والثانية "الإنسان" 80 شخصاً فقط لم يكن بينهم زوجته هي الأخرى، والثالثة في الأعلى "الطيور".



وتعد العلامة التي أوحى بها الله إلى نبيه الكريم بقرب الطوفان هو "فار التنور" أي قرب فوران البركان، ليتنطبق الأرض على الكافرين بعد هطول الأمطار وغرقهم جميعاً، في الوقت الذي إنطلقت فيه السفينة تشق الموج شقاً كالجبال الشاهقة الثابتة لمدة 150 يوماً.



وخرج سيدنا نوح في السفينة يوم عاشوراء الذي يصومه المسلمين في شتى بقاع العالم، وفقاً للحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه: "مر النبي بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال: "ما هذا الصوم؟" فقالوا: هذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا اليوم الذي استقرت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى شكرًا لله عز وجل، فقال النبي: "أنا أحقّ بموسى وأحق بصوم هذا اليوم".



ودعا سيدنا نوح على القوم الكافرين بعدما كذبوا برسالته النبوية التي بعثه بها المولى عز وجل لهم، ليقول عنهم عليه السلام: "إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا" (نوح:27).



ويلقب سيدنا نوح عليه السلام بآدم الثاني أو أبو البشرية الثاني، لأنه جمع من كل زوجين اثنين ليبدأ بهم حياة جديدة بعد هلاك القوم الكافرين الذين كانوا يعدون في هذا الوقت عدد سكان العالم، لذا فقد أمره الله بجمع من كل زوجين اثنين حتى تستمر الحياة مرة أخرى وتتكاثر البشرية والحيوانات والطيور وتتكون حياة جديدة.



وحدد القرآن مكان رسو السفينة مصداقاً لقوله الكريم: "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ".. (هود 44)



ووفقاً للمفسرين فإن الجودي جبل يقع في ناحية الموصل (أي في اتجاه الموصل)، في الوقت نفسه أشار البعض الآخر إلى أن السفينة تواجدت في مكان يسمى "جبل ارارات"، ومازال الجدل مستمر على مسمى وجود مكان السفينة حتى الآن.



بعض الآثار التى وجدت بجانب مكان السفينة



















المصدر
اكشنها دوت كوم

1 التعليقات:

sameh يقول...

وقد فطن كثيرٌ من العلماء لهذا المعنى فألفوا كتباً عديدة تحت عنوان (الدرر السنية)، وأول من سمَّى بهذا الاسم حسب ما وقعنا عليه هو الحافظ العراقي المتوفى عام 805 للهجرة.
الموسوعة الحديثية

إرسال تعليق